الاثنين، 5 أكتوبر 2009



كنت
أسير وحدى فى أحد الطرق الفرعيه المظلمه، واذا بسيارة كالشبح تسير طائرة دون عجلات، تقف بجانبى، ينزل منها أربعة كائنات يشبهوننى تماما
, وكأنى كل واحد منهم، كأن كل واحد منهم نفسى , وهم فى صمتهم المفزع كالمسخ أو كأحد الكائنات الشريره التى فى الأساطير.
أضجعونى
, وأخذو نخاعى, وبعضا من ضلوعى, وأعطوها لأنسان الغاب, ثم تركونى ملقى على الطريق.أخذت أراجع ما حدث، تسائلت، أأكلتنى نفسى؟؟؟!!!.تذكرت لتوى أنى قتلت، أحقا قتلت؟ لا أعرف. أخذت أهرول دون أن أدرى ماحدث، ولا أدرى: أين أذهب ؟لا أدرى سوى أنى مقتول.
كانت
دمائى تنزف بشده وتشكل أشكالا غريبه على الطريق وكأنها تكتب شفرات ورسائل لا أفهمها ولاأعرف مغزاها ،لم ألق لها بالا، وأخذت أهرول
,الشوارع خاليه، البيوت تشبه كهوف القدماء، أرى انسان الغاب فى كل مكان، وجثث الأطفال ملقاه فى كل مكان بعد أن امتص دمائهم انسان الغاب حتى الارتواء.تمطر السماء، عنيفة الرياح هذه الليله ،لا أعرف ماذا كنت تمطر السماء ولكنها كانت تمطر على كل حال.
أرى
أطفال ينظرون الى من خلف نوافذ زجاجيه أخذت لون الدماء السوداء ، ينظرون الى بنظرات من الهلع وهم قتلى تماما لايدركون ما يحدث ، أمهم لتوها ألقت رضيعها لأحــد أناس الغاب ، لا أدرى لعلها أرادته أن يشبع ويــــــــــــرحل ، لكنه لا يشـــــبع ولا يرحل
.
أجرى
سريعا ، أقاوم فزعى ،أتظاهر بالاخوف ، المجهول يطاردنى، والواقع يتحدانى ، عقلى يصارعنى ، والحاضر يجتاحنى ، أعيش ولا أفهم كيف أعيش دون نخاع أو أحشاء ، بل كيف أعيش دون دماء ، كيف أعيش بجرح مفتوح ينزف خوفا
.
أهرول
واقفا ، يتوقفنى أحدهم ، أنيابه يخالطها دم أسود ، تماما كأفكار تجول بخاطرى فى هذه اللحظه ، يزداد فزعى ، ينظر الى بشراهة ثعبان ، يقرأ فى صمتى سؤال ، ويعرف من عينى رجاء، كى يقتلنى ، أويتركنى أعيش خارج هذه اللحظة البرذخيه الدنسه، يظهر أحدهم من بعيد ، يملأنى الأمل ، انى أعرفه ، نعم
: أعرفه تماما ، انه أبى ، يخرج من بين ضباب قاتم ، يتوجه نحوى وبيده سيف ، كنت قد أهديته له ، استبشر هاهو أبى قد أتى لينقذنى من انسان الغاب ، يقترب أبى ويرفع سيفه يغمده فى صدرى ، ويأخذ قلبى يمضغه بضمير نادر ، ويبتلع أحشائى بنهم أسود كسواد الليل ويخرج أصوات كرعود البرق الحارق ثم يأتى أخوتى ليتناولو مابقى من لحمى وعظمى يبتلعونى ويمتصو دمائى ، أتوجع فى صمت أخفى عنهم ألمى ، كى يأكلو سعداء ، أصرخ آه فى صدرى لا يسمعها سواى وشبح ذكرياتى.
تعيسه
هى أيامى ليس كهذا اليوم ، لم يبقى منى غير رفات ومازالو يلتهموننى فى اصرار عجيب ، أرى فى أعينهم نظرة تشف واضح يتجاهلون رجائى وتوسلاتى ، وحين بكيت ارتشفو دمعى ، فقد عطشوا حتما بعد وليمة دسمه من أحشائى ، ذهبوا الآن وتركونى وحيدا بعد أن ابتلعونى وتركوا آثارى على الطريق كى يتشممها انسان الغاب
: هنا فقد أصرخ فيسمعنى الجميع وتتحرك السحب وتتكشف السماء ولكن يصبح لونها أكثر سوادا.
أستيقظ من نومى فزعا ، أقوم مهرولا أتوضأ وأصلى لربى أنى كنت أعيش الحلم ؛؛ومازلت أخدع نفسى؛؛أسمع هاتفا ينادينى ويواجهنى بحقيقة بشعه أيها الأحمق
:::
مازلت لا تعى حياتك
:::
(
ما الحلم الا حقيقة وترجمة لواقع مكبوت داخلنا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق